رمضان حميدة: اتباع هدي النبي وسنته أعظم طرق الاحتفال بذكرى مولده

د. رمضان حميدة
د. رمضان حميدة

حوار : نرمين الشال 

فى شهر ربيع الأول أنعم الله على البشرية بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى مدار هذا الشهر تقام احتفالات وتنظم فعاليات عديدة للاحتفال بذكرى مولده «صلى الله عليه وسلم».. فما أجمل أن نشكر الله على هذه النعمة، ونتبع هديه وسنته لكى نكون من السعداء فى دنيانا وأخرانا، وعن كيفية تحقيق ذلك، وكيف يكون الاحتفال الأمثل بذكرى مولد خير البشر أجمعين «صلى الله عليه وسلم» كان لنا هذا الحوار مع الدكتور رمضان حميدة أبوعلي، مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بطنطا جامعة الأزهر.

كيف أسهمت نشأة نبى الله فى تحمله أمانة الوحى وتبليغ الرسالة ؟

لقد استقبلت مكة المكرمة فى عام الفيل مولد أعظم البشر، سيدنا محمد ، حيث اصطفاه الله من بينهم، وفى هذا قال رسول الله : «إِنَّ اللَّهَ ‌اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ» «صحيح مسلم» ، فقد اعتز النبي ، بما أكرمه الله به من عناية ورعاية، ليكون هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، حيث كان أشرفهم نسبًا، وأعلاهم قدرًا، وأحسنهم خلقًا، وأفصحهم لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأعظمهم برهانًا. فهذه بعض المؤهلات التى أعان الله بها رسوله £، حتى هدى به من الضلالة، وبصّر به من الجهالة، ورشّد به من الغواية، وعصَم به من الهلكة، ونوّر به من الظلمة.

كانت البشرية متعطشة لنور الهدى الذى أتى به النبى «صلى الله عليه وسلم»، فما أهم الدروس التى نستلهمها من هذه الذكرى؟

أولا:

الرحمة الشاملة. فقد كان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، حيث شملت رحمته الكبار والصغار، والمخطئين والكفار، والحيوانات والجمادات، وفى هذا يقول تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا ‌رَحْمَةً ‌لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107).

ثانيا:

النهضة الفاضلة. فقد ولد الرسول، والناس يعيشون فى ضلال مبين، سواء على المستوى الدينى أو الاجتماعى أو الاقتصادى أو السياسي، فنهض بهم ونقلهم من الضلالة إلى الهداية، ومن الجهل إلى العلم، ومن الخصام إلى السلام، ومن الظلمات إلى النور، حتى أنجبت الأمة القمم وسادت الأمم. وصدق الله العظيم إذ يقول: «لَقَدْ ‌مَنَّ ‌اللَّهُ ‌عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِين» (آل عمران: 164)

ثالثا:

القدوة الكاملة. فقد ولد الرسول مزودًا بكل خصائص الكمال البشري، الذى ظهر فى جميع جوانب الحياة، فقرًا وغنىً، ضعفًا وقوةً، حزنًا وفرحًا، كرهًا وحبًا.. وغيرها من الأحوال التى قدّم فيها الرسول المثل الأعلى الذى يجب أن نقتدى به، حيث قال تعالى «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ ‌أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (الأحزاب: 21).

ما أفضل الطرق التى نحتفل من خلالها بميلاد النبى الكريم ؟

إذا كان الرسول هو القدوة والأسوة الحسنة، فإن أفضل الطرق التى نحتفل من خلالها بميلاده هى ما كان يفعله النبي، فقد كان يصوم الاثنين فسئل فى ذلك، فقال: «ذاك يوم ولدت فيه». «صحيح مسلم»،كما يمكن الاحتفال ب المولد النبوى الشريف من خلال تعريف الناس بسيرته، وتعميق محبته، والاقتداء به، وإظهار الفرح والاستبشار به، واتباع هديه وسنته أعظم طرق الاحتفال بذكرى مولده.